[color:8450=blue:8450]مقـــــــــــام عراق
كُفّوا لســــانَ المراثـي إنها تَـرَفُ
عن سائرِ المـوتِ هذا المـوتُ يختلفُ
يا من تصيـحونَ يا وَيْلِي ويا لَهَفِي
واللهِ لم يـأْتِ بعدُ الوَيْــــــــلُ واللَهَـفُ
ضَـلَّ الكَــــــلامُ وضَلَّ المهـتدونَ به
إن الصـفـــــــاتِ خِيـاناتٌ لمـا تَصِـفُ
المـرءُ سـِرٌّّ ووَجْـهُ المَرْءِ يـكتُمُهُ
تَحتــارُ هَلْ عرفوا أم بَعْـدُ ما عرفوا
تُخْبِـرُهم فَتَرى في صمـتهم خَدَراً
كالشيـخِ عَزَّاهُ عن قَتْــلِ ابْنِهِ الخَرَفُ
إن يصـبروا لا تُصَدِّقْ أنهم صَبَرُوا
أو يضـــــعفوا لا تُصَـدِّقْ أنهم ضَعُفُوا
انظر إليهم أقــــاموا الليلَ في شغـلِ
تحت هـــــــلالٍ بغيـر الخـوفِ يرتـجِفُ
يضَمِّـــــــــِدُون نـخيـلَ اللهِ في زمـنٍ
للحــــرب لا السِّلْمِ فيه يُرْفَعُ السّـَعَفُ
تعـانقَ المــوتُ فيهم والحيـاة ُ كما
تعـانقتْ في الحـروفِ الــــلامُ والألِــفُ
**** *** ****
يا هلالْ
يا ابتسامةَ ليلٍ عليلٍ، يُجَامِلُ أمثالَنا الزائرينْ
يا استدراةَ نونٍ بخطِّ ابنِ مقلةَ
يقسمُ قارئها أنّها النّونُ في قول ربّكَ "كنْ"
يتفرّعُ من حبرها شجرٌ يسكرُ الخلقَ
يا سيّدي أجمعينْ
شَهِدْتَ تَفَرُّعَ تَاريِخِنا كَغصونِ الخيَالْ
وشَهِدْتَ وداعتَه حين كان بريئاً كعينِ الغزالْ
وشهدتَ تيبُّسَهُ كقرونِ الوعولْ
تشاركنا كلَّ ليلٍ قصيرٍ وتسهر وحدَكَ في كلِّ ليلٍ يَطُولْ
وأنتَ الذي نامَ بينَ المقابرِ كَيْ لا يَرَاهُ المغولُ ببغدادَ يا صاحبي
ثمّ عُدْتَ، كما يَصِفُ اْبْنُ الأَثِيرِ، تُعانِقُ من عاشَ مِن أهلِها
بعد سِتِّ أسابيعَ
كي تَتَدَبَّر أَمْرَ المعايِشِ،
لا بُدَّ من قَمَرٍ يَسْهَرُ الليلَ
حتى وإن كانَ فيها مَغُولْ
يا جَلِيلَ النُّحُولْ
يا خَفِيَّ الكمالْ
يا رفيقَ الرفاقِ إليكَ السؤالْ
هل سَأَلْتَ وأنت تَعُدُّ خُطَانَا مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ حتى احتلالِ العِراقْ
هل رَفِقْتَ بنا
يا رفيقَ الرفاقْ
فقال الهلالْ:
أنا الِاحتمالْ
أنا الزَّعمُ أن اللإضاءةَ في الليلِ ممكنةٌ دونَ أن تظلمَ النارُ زيتاً
ودونَ افتخارِ الدُّخَانِ بلا وَجْهِ حَقٍّ على العالمينْ
أنا الليلُ حينَ يخالفُ فِطْرَتَهُ ويُضِيءُ
أنا الاحتمالُ الضئيلْ
أقولُ لكم إنَّ شمساً، وإن فارَقَتْ، ما تَزَالُ هُنا
في زوايا السماءِ
ووجهيِ عليها الدَّليلْ
أنا الاحتمالُ الخفيفُ الثقيلْ
أنا كُلَّما أضَعَفَ الله ضوئي طالَبْتُكم أن تَرَوْنِيَ أكثَرَ
هاتوا مناظيرَكُم واستعِدُّوا
أنا الأَمَلُ المستَغِلُّ الذي دائماً يطلبُ المستحيلْ
يُوقِنُ الراصدونَ بأن لا صَبَاحَ سَيَطْلُعُ مِنِّي
لأني ضعيفٌ نحيفٌ هزيلْ
ولكنَّهُم يُذْهَلُونَ إذا ما أَطَلَّ عليكم بِوَجْهِي صباحٌ جديدْ
لم أَغِبْ، كنتُ أحضِرُه من مَكَامِنِهِ،
أَيْ نَعَمْ، مِتُّ حتى أتيتُ بِهِ
فأنا الميِّتُ الحيُّ فيهِ
اْذكروني اْذكروني إذا جاء صبحٌ
ففي كلِّ صبحٍ هلالٌ شهيدْ
....
....
....
....
**** *** ****
قالَ الهــلالُ ينــادي كلَّ من قُـتِلُوا
المـوت محتمـلٌ ضيفاً به ثـِقـلُ
كذا قيامِيَ بعدَ الموتِ، مُحْتَمَـلُ
يا قـائِمِي الليلِ لا خوفٌ ولا وَجَلُ
أنا لكم وَلَـدٌ إن شِئْتُ أو سَلَفُ
قالَ الهلالُ : أنا الموْلـى أنا المولـى
يا أهلَ وُدّي ، أنا مولى دمِ القتـلى
تحتَ القنـابلِ أتــــــلو سورةَ الأعلى
ولن تردَّ المنـايــــــا سـورةٌ تـُتلى
لكنْ نمـوتُ وفي أسـماعنا شرَفُ
حَيِّ المأذِنَ تحتَ القصفِ تَنْتَصـِبُ
حَتىَّ الطيورُ التي من حَوْلِها عَرَبُ
تُطَمْئِنُ الأهْلَ إذْ يجتاحُها اللَهِـبُ:
أنا بخيرٍ فلا خـــــــــوفٌ ولا رَهَـبُ
ما زِلتُ أُقْصَفُ لكن لستُ أنْقَصِفُ[/size]